الحقيقة حينما تؤلم
و أخيرا قالت إحداها:
و أخيرا قالت إحداها:
و من ثم أقفرت أبو قير ،و تغير الحال رويداً ،وتقاطر المصيفون ،و انتقل إلي الاسكندرية ليهيم علي وجهه دون مبالاة ، ومرة وجد نفسه أمام جامع أبي العباس فدخل ، صلي ركعتين تحية للمسجد ثم جلس موليا وجهه نحو الجدار ، كان يعاني حزنا جليلاً و يأساً رائعاً ، و ناجي ربه همساً : و لما وجده -وهو يقوده أمامه- مستسلماً محمر العينين قال : |
وكان المدير يقف بجوار الطبيب و يهتف في دهشة:
-أنت فقدت عقلك بلاشك....كيف تفعل هذا الفعل! ألم أقل لك إن ما تفكر فيه هو الجنون بعينه ؟
نعم إنه الجنون.....
وحياتنا كلها جنون
نحن نأكل الجوع ، ونشرب الظمأ ، ونحصد الندم ، ونموت جهلاء ، كما ولدنا ، لا نعرف من أين و إلي أين و كيف... ولماذا كنا...وكيف أصبحنا...أليس هذا هو الجنون ؟
(رواية الخروج من التابوت-مصطفي محمود )