Wednesday, November 23, 2005

باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح

كلام الجامعة ابن داود الملك في اورشليم
باطل الاباطيل قال الجامعة باطل الاباطيل الكل باطل
ما الفائدة للانسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس
دور يمضي و دور يجيء و الارض قائمة الى الابد
و الشمس تشرق و الشمس تغرب و تسرع الى موضعها حيث تشرق
الريح تذهب الى الجنوب و تدور الى الشمال تذهب دائرة دورانا و الى مداراتها ترجع الريح
كل الانهار تجري الى البحر و البحر ليس بملان الى المكان الذي جرت منه الانهار الى هناك تذهب راجعة
كل الكلام يقصر لا يستطيع الانسان ان يخبر بالكل العين لا تشبع من النظر و الاذن لا تمتلئ من السمع
ما كان فهو ما يكون و الذي صنع فهو الذي يصنع فليس تحت الشمس جديد
ان وجد شيء يقال عنه انظر هذا جديد فهو منذ زمان كان في الدهور التي كانت قبلنا
ليس ذكر للاولين و الاخرون ايضا الذين سيكونون لا يكون لهم ذكر عند الذين يكونون بعدهم
انا الجامعة كنت ملكا على اسرائيل في اورشليم
و وجهت قلبي للسؤال و التفتيش بالحكمة عن كل ما عمل تحت السماوات هو عناء رديء جعلها الله لبني البشر ليعنوا فيه
رايت كل الاعمال التي عملت تحت الشمس فاذا الكل باطل و قبض الريح
الاعوج لا يمكن ان يقوم و النقص لا يمكن ان يجبر
انا ناجيت قلبي قائلا ها انا قد عظمت و ازددت حكمة اكثر من كل من كان قبلي على اورشليم و قد راى قلبي كثيرا من الحكمة و المعرفة
و وجهت قلبي لمعرفة الحكمة و لمعرفة الحماقة و الجهل فعرفت ان هذا ايضا قبض الريح
لان في كثرة الحكمة كثرة الغم و الذي يزيد علما يزيد حزنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإصحاح الأول من سفر الجامعة

إننا نحن إن "نحتكر"أفكارنا وعقائدنا، و نغضب حين ينتحلها الآخرون لأنفسهم ، ونجتهد في توكيد نسبتها إلينا ، و عدوان الآخرين عليها ، إننا إنما نصنع ذلك كله حين لا يكون إيماننا بهذه الأفكار و العقائد كبيراً ، حين لا تكون منبثقة من أعماقنا كما لو كانت بغير إرادة منا حين لا تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا.....
إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نري أفكارنا و عقائدنا ملكاً للآخرين و نحن بعد أحياء
إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح- ولو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض- زاداً للآخرين و رياً ليكفي لأن يفيض قلوبنا بالرضي و السعادة والإطمئان
التجار وحدهم هم الذين يحرصون علي العلاقات التجارية لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون و يسلبوهم حقهم من الربح ، أما المفكرون و أصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم و عقائدهم و يؤمنوا بها إلي حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلي أصحابها الأولين
إنهم لا يعتقدون أهم أصحاب هذه الأفكار و العقائد ،و إنما هم وسطاء في نقلها و ترجمتها ...إنهم يحسون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم ولا من صنع أيديهم ،وكل فرحهم المقدس إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلي أنهم علي إتصال بهذا النبع الأصيل
سيد قطب

Saturday, November 19, 2005

كنت فين من زمان

أيها الموت
يا موتي
يا آخر إنجازات حياتي
تعال و تحدث إليّ همساً
لقد انتظرتك يوماً بعد يوم
و تحملت من أجلك
أفراح الحياة و أتراحها

لست متأكدة من قائلها، ربما طاغور
من يعلم صاحب المقتطف أرجو الإتصال :)

Wednesday, November 16, 2005

الكلاب عند مدحت


) ) كلهم كلاب ))..يجلسون في البيت مرتاحين و يبعثون بي إلي البقال و الجزار لأموت من الخجل.لماذا لا ينزل سمير مرة ؟ أم أنه (بيه)لأنه في الجامعة ؟ أنا لم أعد صغيراً أيضاً..ألست رجلاً؟ و لماذا يتأخر المعاش ؟و كم سيكون علي أيه حال ؟كان سمير يقول أن المعاش قليل لن يكفي لشيء. و مادام المعاش قليلا فلابد أن المرتب كان قليلا .اذن كيف كان أبي يدبر أن نعيش هذه المعيشة بمرتب قليل ؟آه لن أنس ما قاله هذا الكلب في سرادق العزاء . الكلب . في سرادق العزاء و يقول ...و لكن لا ..لا لن أفكر في هذه ..في المدرسة ، في المدرسة ينظر إليّ الأولاد بعطف .كم أكره هذا .. منير كان يخاصمني فصالحني بعد أن مات أبي. كأنه يعطيني حسنة .الكلب..سأخاصمه في أقرب وقت.لا أريد حسنة من أحد. و عمي حامد يبدأ بالشكوي حتي لا يطلب أحد منه شيئا((أريد أن أترك التجارة )) ((أم شوقي مريضة ))((ماذا أخذت من الدنيا))..لماذا يقول هذا الكلام ؟ و من طلب منه شيئا؟ أمي تريد أن تزوج ليلي لشوقي و عمي حامد يتظاهر أنه لا يفهم...لو كنت أستطيع أن أقول لها كي تكف عن هذا ..و لكن ألم يكن يستطيع أن يأتي إلي البيت دون أن يسكر؟..لم يمض شهر علي وفاة المرحوم و هاهو يأتي إلي البيت و هو سكران .. كان يسكر مع المرحوم أيضاً..لا، لن أفكر في هذا..لن أفكر..سوف أقرأ الفاتحة خمسين مرة حتي أنام بسم الله الرحمن الرحيم ..الحمد لله..أبي كان يصلي أيضا ، سوف يغفر الله له إن كان يسكر و لكن هل يغفر الله له أنه كان يسرق ؟ ماذا ؟ ما الذي يجعلني أفكر في هذه ؟ سامحني يا أبي..سامحني ..و لكن لا أستطيع أن أنسي. لا أستطيع أن أنسي هذه الكلب الأصلع في سرادق العزاء. لم يكن يظن أنني أسمع و لكني سمعت .. يضع يده علي فمه و يهمس لجاره النحيل (( المرحوم يعني كانت يده طويلة حبتين و لكن ربنا غفور رحيم )) و النحيل الكلب يضع يده علي فمه هو الآخر و يهز رأسه و كأنه متأثر .كلاب .كانوا يكرهون أبي، هذا كل ما في الأمر ..((بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين ..الرحمن الرحيم ..مالك يوم الدين ..إياك))..كان المرتب قليلا و كنا نعيش مرتاحين فكيف ؟ لم نكن نملك أرضا ..لم يكن عندنا شئ ..ربما كان أبي يقوم بعمل آخر . أي عمل ؟ ..لم يكن هناك عمل آخر . و لكن سامحني يا أبي لم أقصد ..كان أبي يصلي ..لا ، لن أبقي هكذا . الشيطان.الشيطان يضع في رأسي هذه الأفكار .
قام مدحت فجأة و الدموع في عينيه. مسحها بسرعة و دخل إلي غرفة الجلوس و جلس بجوار سمير ..

قصة فنجان قهوة -بهاء طاهر

Saturday, November 12, 2005

مطايا الجن

والأعراب لا يصيدون يربوعاً، ولا قُنفذاً، ولا ورلاً من أول الليل، وكذلك كل شيءٍ يكونُ عندهم من مطايا الجنّ، كالنَّعام والظّباء.
ولا تكون الأرنبُ والضَّبع من مراكب الجن، لأن الأرنب تحيض ولا تغتسل من الحيض، والضبِّاع تركبُ أيورَ القتلى والموتى إذا جيَّفتْ أبدانهم وانتفخوا وأنعظوا ثم لا تغتسل عندهم من الجنابة، ولا جنابة إلا ما كان للإنسان فيه شِرْك، ولا تمتطي القرود، لأن القرد زان، ولا يغتسل من جنابة. فإنْ قتلَ أعرابيٌّ قُنفذاً أو ورلاً، من أول الليل، أو بعض هذه المراكب، لم يأمنْ على فحل إبله، ومتى اعتراه شيءٌ حكم بأنه عقوبةٌ من قبلهم.

من كتاب الحيوان للجاحظ

Thursday, November 10, 2005

صلاح عبد الصبور تاني

أحب أعمال صلاح عبد الصبور بشكل خاص
فهو يجمع بين الفكر العميق و الإحساس المرهف و المقدرة اللغوية في آن واحد ليشكل مزيج عبقري من السهل الممتنع
ربما في المرات القادمة سأدون الكثير من المقتطفات له
ِ*****ِ
الناس في بلادي جارحون كالصقور
غناؤهم كرجفة الشتاء ، في ذؤابة الشجر
و ضحكهم يئز كاللهيب في الحطب
خطاهمو تريد أن تسوخ في التراب
و يقتلون ،يسرقون ، يشربون ، يجشئون
لكنهم بشر
و طيبون حين يملكون قبضتي نقود
و مؤمنون بالقدر
الناس في بلادي

Tuesday, November 08, 2005

ربّ رحماك

رب رحماك ما كسبت صواباً
لا و لا كنت مستحقاً عقاباً
إنمّا قُلتُ ما رأيتُ صواباً
و وجودي عليّ كان مَصاباً
و كفاني التوحيدُ زخراً فإني
لم أعدد في ديني الأربابا
عمر الخيام

Thursday, November 03, 2005

أموت فطيساً


- لا..لا..لست وحيداً بهذا المعني .. إن لي أقارب و أصدقاء ومعارف وسوف يحزنون من أجلي.
كذلك إذن كان يحاول قائلا لنفسه بصوت مسموع :
- إن الحياة إرادة، لو انتصرت إرادة الموت في الإنسان مات فهل أموت هكذا فطيساً لأن إرادة الحياة عندي ترغب في أن تنهزم ؟ لا..لا..إنني أعيش و لا بد أن أعيش لعشر سنوات أخري علي أقل تقدير.
كان برغم كل محاولاته في الإستمرار يكابد شعورا كأنه اليقين بالوحدة وكانت وحدته هي آفته التي توشك علي تدمير رغبة الحياة فيه . كان يسأل نفسه : لمن أعيش ؟ و كان يسترجع تاريخه الطويل في هذه المدينة ويصر علي أنه لم يقصر أو يتقاعس في بذل نفسه لها لكنها لم تفهمه ،فألقت به في وحدته كأية نفاية متخلفة بلا ثمن . تسلل السأم و المرار إلي نفسه و راحت أحلامه القديمة في أن يقول للناس شعراً.
و حتي أصحابه ممن يدورون في المدار نفسه لم يصبح من اليسير أن يجد في حواره معهم حلاً له أو لهم , لقاءات المقاهي المعادة ، و نفس الثرثرات و الحماسات الفورية و الوشايات الصغيرة و الضحكات الهستيرية و السخرية من كل شيء و كل إنسان ، يقودها ((أراجوز)) المقهي المعروف لكل جماعة ، يقول لنفسه عن أراجوز المقهي :هذا الولد ظاهرة لا تتكرر في أي عصر إلا عصرنا و مدينتنا ووسطنا ، لا أدري كيف فرض نفسه علي الخلق في المقهي و لحساب من يطرد من يعجز عن مجاراته في الطنطنة السخيفة المعادة و الضحك الأبله المحموم ، إنه وحيد هو الآخر لكن لا تبدو علي تقاطيعه للحظة أنه مهموم بشيء.

هكذا كان يطوف بدماغه في أنحاء المدينة علي حين هو وحيد ، يدخل الحانات و ينضغط في المواصلات و يقابل رئيسه في العمل و يعود دائما إلي المقهي ، نفس المقهي ، المقهي الذي أحبط أحلاماً ربما كانت تفوق أحلامه أو تقل عنها لكنها أحبطت ، المقهي الذي استنفد أعماراً ، و علي مقاعده ضاعت سنوات الشباب و أزمنة الفعل و القدرة ، ما تبقي غير نفايات و بقايا من أمثاله يحلقون حول زجاجات البيرة أو يضحكون علي سخافات أراجوزهم الذي لن يتكرر إلا في بلد كهذا أو مرحلة كهذه ،ولد ظاهرة متفردة و لا يدري لحساب من يعمل و يضيع سنوات عمره و أعمار الآخرين.

عندما أغفي رأي نفسه وحيداً في صحراء مقبضة لا حد لها و لا نهاية ، تلال و هضاب و ساحات رحبة و جبال شاهقة ، و سراديب معتمة كلها محض رمال، رمال ، رمال من كل الأنواع و الأحجام ، مجرد رمال و رياح مسعورة تدمدم من كل الجهات تحمل ذرات الرمال الدقيقة و تصفعه....
(أردت نقل المزيد و لكن رأيت أن بذلك لن تُسمي مقتطف)

قصة الجفاف -(مجموعة النبش في الدماغ) أحمد الشيخ

Wednesday, November 02, 2005

عن غرناطة

للنهر لحية حجرية
و لغرناطة نهران
أحدهما للدموع و الآخر للدم
لوركا

Tuesday, November 01, 2005

السبب العلمي للحيض!

وأمـا سبب نزول دم الحيض فإن النســاء وإن غلب عـلى مزاجهـن الرطـوبـه ولذلك لانت أعطـافهـن وكلامهـن ولمـا كـان الرجـل تقبل حرارتـه من منـافذ جلـده ومن منـابت جلــده ظهـرت بخــاراته من جميـع جســـده والمرأة قليلـة المنـافذ فيعـود لغلبـة الرطـوبـة على جلدهـا ومزاجهـا بخارهـا داخـلاً فى العــروق فيتولـد دما رديئاً فــاسـداً فى العــروق يجتمـع فى أوقـات معلومـة حتى إذا تكامل دفعته الرطـوبـة عـلى جلـدهـا ومزاجهـا بخـارهـا داخــلاً فى العــروق دماً رديئا فــاسـدا فى أوقــات معلـومـة.

من كتاب رجوع الشيخ إلى صباه للشيخ النفزاوي