Friday, October 14, 2005

لماذا يا لطف الله ؟

- هل تسمعني يا لطف الله , هل تراني ؟

كان واثقا أنه يسمع و يري ، و لكن ربما لم يكن قادرا علي الكلام أو راغباً فيه ، جسده الهش الرقيق كان هو فقط الذي يرتجف ، هل يتركه ، هل يأخذه في أحضانه ، هل يحاول أن بنتزعه من هذا المكان و لو كلفه ذلك حياته ، وجد نفسه يقول بصوت مرتعد :


- لم أتصور أن تصل بنا الأمور إلي هذا الحد يا ( لطف الله )، وجهك الدامي و جسدك المليء بالجروح ، و تلك الروح التي تسكن جسدك المهشم ، أي ثمن هذا الذي تدفعه وحدك ؟ ولماذا تجعلنا نخجل من أنفسنا إلي هذه الدرجة ؟، يا (لطف الله) لا تكن قاسياً علينا ، نحن لا نملك روحاً شفيفة مثل روحك يمكن أن تتحمل كل تلك المعاناة ، مازال الإسلام غريباً ، و لسنا سبب غربته ، و لكنه تاريخ طويل من فقدان الطريق و ترك الجهاد و التباس الأعداء ، ليت السوفييت لم يرحلوا ، علي الأقل كنا نعرف أننا نواجه أعداء حقيقيين ،أما هؤلاء فقد جعلونا نحلم دون جدوي ، كنت ضحية هذا الحلم اللامُجدي ، لم أستطع حمايتك ، و المؤسف أنني صعدت فوق لحمك العاري ، فليغفر الله لنا جميعاً

ظل يحدق فيه و لكن الكتلة التي كانت يوماً (لطف الله ) ظلت صامتة ، لايبدو عليها من أثر الحياة إلا تلك الأنفاس الواهنة ، و تلك الومضات الخاطفة ،لا يدري (نور الله ) إن كان يستمع إليه أو يعي وجوده حقاً ، أم أنه غائب في عالم آخر ، خشي أن يكون بذلك يساهم في تعذيبه ، عاد يسجيه علي الأرض مرة أخري ، فلينعم بقليل من الراحة فوق هذه الأرض الصلبة التي لم ترحه يوماً .........

محمد المنسي قنديل-قمر علي سمر قند

1 Comments:

Anonymous Anonymous said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم ما معنى الذي كتب هذا هل هو جزء من رواية أم ماذا
لكن
أنه يشير لشئ ما لدى فلو كان ما أظن من فضلك أخبرنى
أتقصد دار السلام
والظلم الذي حدث

12:35 PM  

Post a Comment

<< Home