Saturday, August 09, 2008

النبوة عند المتصوفة باطلة كواسطة. لأن المتصوف يتذاهن مع السماء مباشرة و لا يريد الوصول إليها مع وسيط. و قد ذكرت قولهم إن الرسل طولت الطريق إلى الله. و هذا يعني إنكار الدين. لكن المتصوف لا يتهم الأنبياء بالكذب و بالتالي فهو يتحامل عليهم. و لم يردنا عنهم ما يدل على تشكيك منطقي أو إنكار للوحي لأنهم لم يدخلوا في المنطق الفلسفي البحت و إنما كانت معرفتهم على الذوق كما بينه بن عربي : ((علوم أهل الأذواق لا تنقال و لا تنحكي)). و قد أولوا الوحي فنفوا عنه الوسيط أي جبرائيل و جعلوه رمزاً يفسر و يؤول و لا يجسد أو يشخص. و هم بعد إبطالهم الواسطة اتجهوا إلى التعامل مع الأنبياء بوصفهم طائفة منهم و أعطوا لمحمد مكانة خاصة بين الأنبياء و لكن من خلال كونه واحداً منهم يتصرفون معه كنظير أو زميل. و لم ينتقدوه على شيء مما انتقده عليه الزنادقة من المتكلمين أو الفلاسفة، إنما كانوا يعاتبونه على أمور يجدونها غير مريحة لهم . و غالبا ما يستعملون في العتاب كنيته أبو القاسم أو بن آمنة، كقول ابن سبعين في رواية ابن شاكر الكتبي عنه في (فوات الوفيات) : ((لقد حجر ابن آمنة واسعاً بقوله لانبي بعدي)) . و هذا عتاب لا نقد فابن سبعين يتمنى على صاحبه لو لم يغلق الباب في وجهه فيمنعه من إكمال ما بدأه

مدارات صوفية - هادي العلوي

2 Comments:

Blogger (المهاجر الى الله) said...

ادعوك لزيارة مدونتى المتواضعة والمساهمة بارائك وتعليقاتك
www.eyuon.blogspot.com
وشكرا

8:33 AM  
Blogger أنا - الريس said...

مشكور سيد ميشيل .. ورغم أن هناك فئة وسط في بعض المتوصفة .. إلا أن إبن عربي بالغ كثير .. وأعتقد أن تعصب للزهد .. ولكن لا تصوف في الإسلام .. فكما أخبرنا الرسول " صوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني " .. وشكرا علي مقتطفاتك الرائعة .

10:43 PM  

Post a Comment

<< Home