Thursday, May 31, 2012

الشيخة رقية



ومنها أن امرأة يقال لها الشيخة رقية تتزر بمئزر أبيض وبيدها خيزرانة وسبحة تطوف على بيوت الأعيان وتقرأ وتصلي وتذكر على السبحة ونساء الأكابر يعتقدون فيها الصلاح ويسألن منها الدعاء وكذلك الرجال حتى بعض الفقهاء وتجتمع على الشيخ العالم المعتقد الشيخ تعيلب الضرير ويكثر من مدحها للناس فيزدادون فيها اعتقادًا ولها بمنزل خليل بك طوقان النابلسي مكان مفرد تأوي إليه على حدتها وإذا دخلت بيتًا من البيوت قام إليها الخدم واستقبلوها بقولهم نهارنا سعيد ومبارك ونحو ذلك وإذا دخلت على الستات قمن إليها وفرحن بقدومها وقبلن يدها وتبيت معهن ومع الجواري فذهبت يومًا إلى دار الشيخ عبد العليم الفيومي وذلك في شهر شوال فتمرضت أيامًا وماتت فضجوا وتأسفوا عليها وأحبوا تغيير ما عليها من الثياب فرأوا شيئًا معجر ما بين أفخاذها فظنوه صرة دراهم وإذا هو آلة الرجال الخصيتان والذي فوقهما فبهت النساء وتعجبن وأخبروا الشيخ تعيلب بذلك فقال استروا هذا الأمر وغسلوه وكفنوه وواروه في التراب ووجدوا في جيبه مرآة وموسى وملقاطًا وشاع أمره واشتهر وتناقله الناس بالتحدث والتعجب‏.‏ 

الجبرتي
عجائب الآثار في التراجم والأخبار