Monday, March 27, 2006

زيارة قبر


طينا من الطين انجبلت ففي دمي المركوز من طبع التراب الحي: فورة لازب, و تخمر الخلق البطىء, ووقدة الفخار في وهج التحول, و انتشار الذرو في حرية الحلم, انفراط مسابح الفوضى حصى, و صلابة الفولاذ في حدق الحجارة و اليواقيت, انخطفت بنشوة الحمى, الأوابد من وحوش الطير تحملني و تمرق..في حواصلها أعاين محنة الملكوت و الأرض الفسيحة. خفقة تعلو و رفرفة تسف, و بابك الفلك المدور يا أبي و تاجك الطيني و القفل الخبالة و الشراك و هجعة الأطيار إن حل الظلام ـ على الشواهد ـ فوق صبارات قبرك, صوتهن بكل معترك الجواء و مجتلى الدم و المنام هو النداءات الخفية من ترابك و المخاطبة العصية من ترابي.

صحو هو الفجر المعلق من ثريات القصيدة إذ أحرك في ضرام الخضرة الشمس التي صدئت على أقفال بابك يا أبي ناديت في طقس الزيارة: كيف أزمنة التراب و كيف تنجبل السلالة من أبي.

ناديت و الفجر المشعشع تحت أجنحة الغراب.

يستنفر الطير الأوابد ـ من مجاثمها البليلة بالتذكر ـ للسياحات العلية في اجتلاء الأرض و الدم من بداية بابك الطيني حتى منتهى صوتي المجلجل بالخطاب.

محمد عفيفي مطر-زيارة

4 Comments:

Blogger Zeryab said...

اختيارات جميلة لكن انا عمرى ما عرفت أخب محمد عفيفى مطر

8:28 PM  
Blogger mindonna said...

بصراحة و لا أنا عرفت أحبه

بحس ان البلاغة الزايدة لكلامه بيخفي معني الكلام بصورة مبالغ فيها
بس المقتطف ده عجبني عموما

منور يا زرياب:)

12:35 PM  
Anonymous Anonymous said...

Very best site. Keep working. Will return in the near future.
»

6:21 AM  
Anonymous Anonymous said...

Your website has a useful information for beginners like me.
»

10:20 PM  

Post a Comment

<< Home