Friday, February 16, 2007

قصة جودر

ثم ادخل إلى الباب السابع واطرقه، تخرج لك أمك وتقول لك مرحباً يا ابني قدم حتى أسلم عليك فقل لها خليك بعيدة عني واخلعي ثيابك فتقول لك أنا أمك ولي عليك حق الرضاعة والتربية كيف تعريني فقل لها إن لم تخلعي ثيابك قتلتك وانظر جهة يمينك تجد سيفاً معلقاً على الحائط، فخذه واسحبه عليها وقل لها اخلعي فتصير تخادعك وتتواضع إليك فلا تشفق عليها فكلما تخلع شيئاً قل لها اخلعي الباقي ولم تزل تهددها بالقتل حتى تخلع جميع ما عليها وتسقط.
وحينئذ تكون قد حللت وأبطلت الأرصاد وقد أمنت على نفسك فادخل تجد الذهب كامناً داخل الكنز فلا تعتن بشيء منه وإنما ترى مقصورة في صدر الكنز وعليها ستارة فاكشف الستارة، فإنك ترى الكهين الشمردل راقد على سرير من الذهب وعلى رأسه شيء مدور يلمع مثل القمر، فهو دائرة الفلك وهو مقلد بالسيف وفي إصبعه خاتم، وفي رقبته سلسلة فيها مكحلة فهات الأربع ذخائر، وإياك أن تنس شيئاً مما أخبرتك به ولا تخاف فتندم ويخشى عليك، ثم كرر عليه الوصية ثانياً وثالثاً ورابعاً حتى قال حفظت كل ما قلته لي، لكن من يستطيع أن يواجه هذه الأرصاد التي ذكرتها ويصير على هذه الأهوال العظيمة، فقال له يا جودر لا تخف إنهم أشباح من غير أرواح وصار يطمنه فقال جودر توكلت على الله، ثم إن المغربي عبد الصمد ألقى البخور وصار يعزم مدة، وإذا بالماء قد ذهب وبانت أرض النهر وظهر باب الكنز فنزل الباب وطرقه فسمع قائلاً يقول: من يطرق أبواب الكنز ولم يعرف أن يحل الرموز فقال أنا جودر بن عمر فانفتح الباب وخرج له الشخص وجرد السيف وقال له مد عنقك فمد عنقه وضربه ثم وقع، وكذلك الثاني إلى أن أبطل أرصاد السبعة أبواب وخرجت أمه وقالت له سلامات يا ولدي فقال لها أنت لا شيء، قالت أنا أمك ولي عليك حق الرضاعة والتربية حملتك تسعة أشهر يا ولدي فقال لها اخلعي ثيابك فقالت أنت ولدي وكيف تعريني، قال لها اخلعي ثيابك وإلا أرمي رأسك بهذا السيف ومد يده فأخذ السيف وشهره عليها، وقال لها إن لم تخلعي قتلتك وطال بينهما وبينه العلاج ثم إنه لما أكثر عليها التهديد خلعت شيء، فقال اخلعي الباقي وعالجها كثيراً حتى خلعت شيء آخر وما زالا على هذه الحالة وهي تقول يا ولدي خابت فيك التربية حتى لم يبق عليها شيء غير اللباس، فقالت يا ولدي هل قلبك حجر فتفضحني بكشف العورة يا ولدي، أما هذا حرام فقال صدقت فلا تخلعي اللباس.
فلما نطق بهذه الكلمة صاحت وقالت قد غلط فاضربوه فنزل عليه ضرب مثل قطر المطر واجتمعت عليه خدام الكنز فضربوه علقة لم ينساها في عمره ودفعوه فرموه خارج باب الكنز، وانغلقت أبواب الكنز كما كانت فلما رموه خارج الباب أخذه المغربي في الحال وجرت المياه كما كانت.
ألف ليلة وليلة