Monday, October 31, 2005

قلت لكم مرارا

قلت لكم مرارا
إن الطوابير التي تمر
في استعراض عيد الفطر و الجلاء
(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)
لا تصنع انتصارا.
إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى

لا تطلق النيران .. الا حين تستدير للوراء
إن الرصاصة التي ندفع فيها .. ثمن الكسرة و الدواء
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا .. إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا ، وتقتل الصغارا

أمل دنقل

Sunday, October 30, 2005

يا صاحبي

يا صاحبي إنّي حزين
طلع الصباح فما ابتسمت و لم ينر وجهي الصباح
و خرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح
و غمست في ماء القناعة خبز أيامي الكفاف
و رجعت بعد الظهر في جيبي قروش
فشربت شاياً في الطريق
و رتقت نعلي
و لعبت بالنرد الموزع بين كفي و الصديق
قل ساعة أو ساعتين
قل عشر أو عشرتين
و ضحكت من أسطورة حمقاء رددها صديقي
و دموع شحاذ صفيق
و أتي المساء
في غرفتي دلف المساء
و الحزن يولد في المساء لأنه حزن ضرير
حزن طويل كاالطريق من الجحيم إلي الجحيم
حزن صموت
و الصمت لا يعني الرضاء بأن أمنية تموت
و بأن أياماً تفوت
و بأن مرفقنا وهن
و بأن ريحاً من عفن
مسّ الحياة فأصبحت وجميع ما فيها مقيت
صلاح عبد الصبور-الحُزن

Saturday, October 29, 2005

قبر أخي

نظرت نحو السور الذي دُفن قربه أخي و قلت له :
هناك ،لا يمكن العثور عليه ،إننا لم نبن له قبراً قبل أن نرحل إلي تطوان ،كنا فقراء -
-سأقرأ عليه سورة ياسين
توقف فوق ربوة و راح يقرأ علي أهل الرفاق الذين كلّفوه، عندما انتهي توجّهنا نحو المكان الذي دفن فيه قبر أخي قلت له :
-هنا، قرب هذا المكان
أخذ يقرأ، أثناء قراءته كنت أنثر الزهور و الريحان علي بعض القبور و علي الأرض غير المقبرة بعد ، كان مدفوناً
هناك ربما تحت قدمي أو تحت قدمي (عبد المالك) أو في مكان ما، فجأة فكرت ، لكن لماذا هذه القراءة علي قبر أخي المجهول ؟ إنه لم يذنب ، لم يعش سوي مرضه ثم قتله أبي ، تذكرت قول الشيخ الذي دفنه:
(أخوك الآن مع الملائكة)
أخي صار ملاكاً ، وأنا ؟ سأكون شيطاناً ، هذا لاريب فيه
الصغار إذا ماتوا يصيرون ملائكة و الكبار شياطين
لقد فاتني أن أكون ملاكاً
الخبز الحافي- محمد شكري

Wednesday, October 26, 2005

احملني على رقبتك وانقلني من هذا المكان

ثم قمت على حيلي ومشيت بين تلك الأشجار ساقية على عين ماء جارية وعند تلك الساقية شيخ جالس مليح وذلك الشيخ مؤتزر بإزار من ورق الأشجار

فقلت في نفسي لعل هذا الشيخ طلع إلى هذه الجزيرة وهو من الغرقى الذين كسر بهم المركب ثم دنوت منه وسلمت عليه فرد الشيخ علي السلام

بالإشارة ولم يتكلم فقلت له يا شيخ ما سبب جلوسك في هذا المكان فحرك رأسه وتأسف وأشار لي بيده يعني احملني على رقبتك وانقلني من هذا

المكان إلى جانب الساقية الثانية فقلت في نفسي اعمل مع هذا معروفاً وأنقله إلى المكان الذي يريده لعل ثوابه يحصل لي فتقدمت إليه وحملته على

أكتافي وجئت إلى المكان الذي أشار لي إليه وقلت له انزل على مهلك فلم ينزل عن أكتافي وقد لف رجليه على رقبتي فنظرت إلى رجليه فرأيتهما مثل جلد

الجاموس في السواد والخشونة ففزعت منه وأردت أن أرميه من فوق أكتافي فقرط على رقبتي برجليه وخنقني بهما حتى اسودت الدنيا في وجهي وغبت عن

وجودي ووقعت على الأرض مغشياً علي مثل الميت فرفع ساقيه وضربني على ظهري وعلى أكتافي فحصل لي ألم شديد فنهضت قائماً به وهو راكب

فوق أكتافي وقد تعبت منه فأشار لي بيده أن ادخل بين الأشجار فدخلت إلى أطيب الفواكه وكنت إذا خالفته يضربني برجليه ضرباً أشد من ضرب

الأسواط. ولم يزل يشير إلي بيده إلى كل مكان أراده وأنا أمشي به إليه وإن توانيت أو تمهلت يضربني وأنا معه شبه الأسير وقد دخلنا في وسط الجزيرة بين

الأشجار وصار يبول ويغوط على أكتافي ولا ينزل ليلاً ولا نهاراً وإذا أراد النوم يلف رجليه على رقبتي وينام قليلاً ثم يقوم ويضربني فأقوم مسرعاً به ولا

أستطيع مخالفته من شدة ما أقاسي منه وقد لمت نفسي على ما كان مني من حمله والشفقة عليه. ولم أزل معه على هذه الحالة وأنا في أشد ما

يكون من التعب وقلت في نفسي أنا فعلت مع هذا خيراً فانقلب علي شراً والله ما بقيت أفعل مع أحد خيراً طول عمري وقد صرت أتمنى الموت من الله

تعالى في كل وقت وكل ساعة من كثرة ما أنا فيه من التعب والمشقة.


من قصة السندباد البحري - ألف ليلة وليلة

Monday, October 24, 2005

هل سمعت شيئا؟

ضرط أبو النجم في ليلة ضرطتين، فخاف أن تكون امرأته قد سمعته، فقال:أسمعت شيئاً؟ قالت: لا ما سمعت منهما شيئاً، فقال: لعنك الله فمن أعلمك أنهما اثنتان؟

من كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي

Friday, October 21, 2005

دالي و المرأة

أقابل في الحياة الإجتماعية ، علي فترات و بشكل رتيب ، نساء أنيقات ، متوسطات الجمال

((معصعصات )) بشكل وحشي ، يتشوقن حتي الموت لمعرفتي شخصيا

ً
و قد جرت المحادثة التالية بيني و بين إحداهن

:

المرأة :أنا أعرفك بالإسم فقط...

دالي : و أنا كذلك
المرأة :ربما لاحظت أني لم أتوقف مباشرة عندك .. أعتقد أنك فاتن
دالي : بالفعل
المرأة : لا تتملقني .. فأنت لم تنظر نحوي
دالي :أتحدث عن نفسي يا مدام
المرأة : أتساءل .. كيف تجعل شاربك يتجه إلي أعلي
دالي: البلح !
المرأة : لم أسمعك
دالي : البلح ، الفاكهة التي يحملها النخيل .. بعد الطعام أحلّي بالبلح ، و قبل أن أغسل أصابعي أمسح شاربي بها و ذلك يكفي لجعل الشارب واقفا
المرأة : أوه ..أوه
دالي :و هناك فائدة أخري..فإن حلاوة البلح تجذب إليها الذباب
المرأة : ذلك مريع !
دالي : يعجبني الذباب و لا أكون سعيداً إلا حين أكون عاريا في الشمس و الذباب يغطيني
و تساءلت المرأة و هي مقتنعة تماما ،بسبب لهجتي الصارمة الحادة بأن ما أقوله هو الحقيقة ..
المرأة: كيف يحب أن تغطيك الذباب ، تلك القذارة ..؟
دالي : أنا أكره الذباب القذر ، أحب فقط أنظف أنواع الذباب
المرأة : و كيف يمكنك أن تميز بين الذباب القذر و النظيف؟
دالي : أستطيع ذلك علي الفور ، فأنا لا أحب ذباب المدن القذر أو حتي ذباب القري ببطنه المنتفخة و لونه الأصفر كالمايونيز و أجنحته السوداء التي تبدو و كأنها غمست في مستحضر تلوين أهداب العيون. أحب الذباب النظيف ، السوبر، الذي يبدو كمن يرتدي حلة رمادية من بلنسيا ، يلمع كقوس قزح في جو صحو ، دقيق كالميكا ، بعيون بلون الجرانيت ، و بطون بلون أصفر نيبل ، مثل ذباب الزيتون الصغير في بورت ليجات حيث يعيش دالي و جالا فقط .الذباب الصغير الذي يحط علي الجانب الفضي المؤكد لورقة الزيتون ، جنيات البحر المتوسط ،ملهمات فلاسفة اليونان الذين قضوا حيواتهم في الشمس يغطيهم الذباب .إن التعبير الحالم المرسوم علي وجهك يجعلني أعتقد أن الذباب استمالك لصفه ، و أخيرا أقول لك إنه في اليوم الذي أنزعج فيه من الذباب الذي يغطيني، و أدرك أن أفكاري لم يعد لها قوة ذلك التيار الجنوني الذي هو دليل عبقريتي ، و إذا لم ألاحظ الذباب و أعره الإهتمام فذلك برهان أكيد بأني فقدت السيطرة علي موقفي الروحي
المرأة : يبدو أن لكل ما تقوله معني . هل شاربك -في الحقيقة-هو قرن الإستشعار الذي تتلقي من خلاله أفكارك ؟

عند هذا السؤال يكون دالي المبجّل قد حلّق بعيدا و تفوق علي نفسه .لقد زين كل أفكاره بشكل مغر و لذيذ كدانتيلا فيرمير

و لم يترك للمرأة ((العصعص)) سوي ((عصعصها))

يوميات عبقري- سلفادور دالي
ترجمة : أحمد عمر شاهين

Monday, October 17, 2005

لكي لا ينكسر قلبك

يخبرني بأن علي الواحد أن يعيش و يراقب ما شاء ، شرط أن يحرص علي بقاء المسافة بينه و بين الواقع ، مسافة يأمن معها أن لا ينكسر قلبه .وأن لا أنسي هذه الوصية لأنها شأن الوصايا التي لا تنسي ، قيلت في وقتها تماماً ،لم يقلل من قيمتها أن القلب انكسر فعلا
إبراهيم أصلان- خلوة الغلبان

Friday, October 14, 2005

لماذا يا لطف الله ؟

- هل تسمعني يا لطف الله , هل تراني ؟

كان واثقا أنه يسمع و يري ، و لكن ربما لم يكن قادرا علي الكلام أو راغباً فيه ، جسده الهش الرقيق كان هو فقط الذي يرتجف ، هل يتركه ، هل يأخذه في أحضانه ، هل يحاول أن بنتزعه من هذا المكان و لو كلفه ذلك حياته ، وجد نفسه يقول بصوت مرتعد :


- لم أتصور أن تصل بنا الأمور إلي هذا الحد يا ( لطف الله )، وجهك الدامي و جسدك المليء بالجروح ، و تلك الروح التي تسكن جسدك المهشم ، أي ثمن هذا الذي تدفعه وحدك ؟ ولماذا تجعلنا نخجل من أنفسنا إلي هذه الدرجة ؟، يا (لطف الله) لا تكن قاسياً علينا ، نحن لا نملك روحاً شفيفة مثل روحك يمكن أن تتحمل كل تلك المعاناة ، مازال الإسلام غريباً ، و لسنا سبب غربته ، و لكنه تاريخ طويل من فقدان الطريق و ترك الجهاد و التباس الأعداء ، ليت السوفييت لم يرحلوا ، علي الأقل كنا نعرف أننا نواجه أعداء حقيقيين ،أما هؤلاء فقد جعلونا نحلم دون جدوي ، كنت ضحية هذا الحلم اللامُجدي ، لم أستطع حمايتك ، و المؤسف أنني صعدت فوق لحمك العاري ، فليغفر الله لنا جميعاً

ظل يحدق فيه و لكن الكتلة التي كانت يوماً (لطف الله ) ظلت صامتة ، لايبدو عليها من أثر الحياة إلا تلك الأنفاس الواهنة ، و تلك الومضات الخاطفة ،لا يدري (نور الله ) إن كان يستمع إليه أو يعي وجوده حقاً ، أم أنه غائب في عالم آخر ، خشي أن يكون بذلك يساهم في تعذيبه ، عاد يسجيه علي الأرض مرة أخري ، فلينعم بقليل من الراحة فوق هذه الأرض الصلبة التي لم ترحه يوماً .........

محمد المنسي قنديل-قمر علي سمر قند

Wednesday, October 12, 2005

احتمالان

هناك احتمالان: إما أننا وحدنا فى هذا الكون، وإما أننا لسنا وحدنا، وكلا الاحتمالين مرعب.

آرثر سي كلارك

أغنية

قعدوا الصباية تحت رعريعة
لاعدت عليهم شوية ولا بيعة
قعدوا الصباية تحت حلفاية
لا عدى عليهم دكر ولا نتاية

(أغنية شعبية)

Monday, October 10, 2005

ميرامار

ميرامار من الروايات المؤثرة بالنسبة لي ، فمسألة تأثير الروايات علي نفس المرء شيء نسبي لا يشترط جودة الرواية أو عبقريتها(بس الرواية عبقرية علي فكرة )


حينما فتحت الكراس لأري المقتطفات التي سجلتها لهذه الرواية رأيت أن كل منها تستحق النشر (غصبن عني يعني )

*************

ضحكت بلا تعليق فتساءل :

-هل رجعت إلي الدّين ؟
-و انت ؟...يخيل إليّ أحياناً أنك لا تؤمن بشي
فقال بحنق :

-كيف لا أؤمن بالله و أنا أحترق في جحيمه ؟

***********
ذلك البيت الكبير الذي تحول مع الأيام إلي فندق ، يراه السائر في خان جعفر كقلعة صغيرة ، و حوشه القديم الذي شق فيه طريق إلي خان الخليلي ، قد نقش في قلبي هو و ما يكتنفه من بيوت قديمة و الكلوب العتيق، صورة تذكارية لنشوة الحب المشبوب المرتطم بخيبة الألم
العمامة و اللحية البيضاء و قسوة الشفتين و هما تلفظان (لا) فتقضي علي تعصب أعمي علي الحب الذي هبط إلي الدنيا قبل الأديان بمليون سنة
**************
قال بامتعاض:
-قضي عليه قوم عقلاء بتهمة شنيعة
-مولاي ، منذا يستطيع أن يقضي علي انسان بتهمة كالإلحاد ، و لا مطلع علي الفؤاد إلا الله ؟
-يستطيع ذلك من يسترشد بالله
اللعنة ، منذا يزعم أنه عرف الإيمان ، قد تجلي الله للأنبياء و نحن أحوج منهم إلي ذلك التجلي ، و عندما نتحسس موضعنا في البيت الكبير المسمي بالعالم فلن يصيبنا إلا الدوار
*************
أعجبت بثقتها بنفسها ، و إذا بي أعاني من إحساساً بالحسرة ،وكعادتي جعلت أفكر فيما هو كائن و ما ينبغي أن يكون ، وتهددني الحزن مرة أخري
*************
-أن تؤمن و أن تعمل فهذا هو المثل الأعلي
ألا تؤمن فذاك طريق آخر اسمه الضياع
أن تؤمن و تعجز عن العمل فهذا هو الجحيم

Friday, October 07, 2005

الدعاء


((يس و القرآن الحكيم)) أيها الرب إلهنا ((علي صراط مستقيم)) لا تدخل أحدا منا في تجربة ((تنزيل العزيز))نجنا من الشرير(( ما أنذر أباؤهم)) من أجل ضعفنا علي (( أكثرهم لا يؤمنون)) نخرج من التجربة (( و جعلنا من بين أيديهم سداً)) التي لإبليس ((فهم لا يبصرون )) آمين آمين


إبراهيم عبد المجيد-لا أحد ينام في الإسكندرية