Monday, August 18, 2008

ستكون طعما للكلاب الضالة

قال العجوز ذلك ، وهو يمسك شعره الشائب بيديه
ويقلعه عن رأسه · إلا أنه لم يستطع أن يؤثر على هيكتور ·
وإلى جانبه كانت أم هيكتور تندب أيضاً ·
فشقت الثوب عن صدرها ، وبيدها أخرجت ثديها
وذرفت دموعها لأجله ونادته بكلمات مجنحة :
" هيكتور ، يا ولدي · أنظر إلى هذين وأطعنا ، وأشفق عليّ ·
فلطالما ألقمتك هذا الثدي لأهدئك ·
تذكر هذه الأمور كلها ، يا ولدي العزيز ، ومن داخل السور
كافح هذا الرجل الجهم · لا تخرج إليه كبطل
أيها القاسي · فلئن قتلك لن أستطيع أن أندبك
على فراش الموت ، يا فرعي الجميل ، يا ولداً من رحمي ·
ولن تستطيع زوجتك الكريمة أن تندبك أيضاً · بل على مبعدة منا
وبقرب سفن الأرجيفيين ستكون طعماً للكلاب الضالة ".

هوميروس

الإلياذة

Saturday, August 09, 2008

النبوة عند المتصوفة باطلة كواسطة. لأن المتصوف يتذاهن مع السماء مباشرة و لا يريد الوصول إليها مع وسيط. و قد ذكرت قولهم إن الرسل طولت الطريق إلى الله. و هذا يعني إنكار الدين. لكن المتصوف لا يتهم الأنبياء بالكذب و بالتالي فهو يتحامل عليهم. و لم يردنا عنهم ما يدل على تشكيك منطقي أو إنكار للوحي لأنهم لم يدخلوا في المنطق الفلسفي البحت و إنما كانت معرفتهم على الذوق كما بينه بن عربي : ((علوم أهل الأذواق لا تنقال و لا تنحكي)). و قد أولوا الوحي فنفوا عنه الوسيط أي جبرائيل و جعلوه رمزاً يفسر و يؤول و لا يجسد أو يشخص. و هم بعد إبطالهم الواسطة اتجهوا إلى التعامل مع الأنبياء بوصفهم طائفة منهم و أعطوا لمحمد مكانة خاصة بين الأنبياء و لكن من خلال كونه واحداً منهم يتصرفون معه كنظير أو زميل. و لم ينتقدوه على شيء مما انتقده عليه الزنادقة من المتكلمين أو الفلاسفة، إنما كانوا يعاتبونه على أمور يجدونها غير مريحة لهم . و غالبا ما يستعملون في العتاب كنيته أبو القاسم أو بن آمنة، كقول ابن سبعين في رواية ابن شاكر الكتبي عنه في (فوات الوفيات) : ((لقد حجر ابن آمنة واسعاً بقوله لانبي بعدي)) . و هذا عتاب لا نقد فابن سبعين يتمنى على صاحبه لو لم يغلق الباب في وجهه فيمنعه من إكمال ما بدأه

مدارات صوفية - هادي العلوي