Thursday, September 29, 2005

الحقيقة حينما تؤلم

و أخيرا قالت إحداها:

إن خطيئتنا عظيمة تجللنا بالعار ...نحن مخلوقات تعسة تعرف ضعفها الإنساني ، ولو خضنا تلكم السبل الوعرة ثانية فلسوف يكون الفشل نصيبنا
أجنة أم نار ؟- مارك توين

Tuesday, September 27, 2005

الألعاب الخشنة

لقد ابتدع أخوالي في ذلك البيت الألعاب الخشنة و هي تسليات فظة تلخص أساساً في تعذيب الأطفال حتي تدفعهم إلي البكاء
وكانت الأساليب المتبعة تتجدد علي الدوام، ابتداءً من لصق ورقة نقدية من فئة العشرة بيزوات كانت تقدم إلينا كمصروف شهري بالسقف ، حيث نستطيع رؤيتها و لا نتمكن من الوصول إليها
و حتي تقديم السكاكر المحشوة إلينا بعد إفراغها من الشيكولاتة و حشوها بصلصة حارة ،كانوا يضعوننا داخل صندوق و يقذفون بنا من أعلي الدرج ، أو يعلقوننا فوق فتحة المرحاض و رؤوسنا مدلاة إلي أسفل و يهددوننا بإفلات الحبل ، أو يملؤون المغسلة بالكحول و يشعلون فيها النار و يعرضون علينا مكافأة إذا أدخلنا يدنا فيها ، أو يضعون إطارات قديمة لسيارة جدّي فوق بعضها و يدخلوننا في وسطها ، حيث كنّا نصرخ خوفاً من العتمة و نكاد نختنق من رائحة المطاط المتعفن ، و كانت أمي تدافع عنّا بحمية اللبؤة ، و لكنها لم تكن دائما موجودة لحمايتنا
بينما كانت لدي تاتا بالمقابل فكرة تقول إن الألعاب الخشنة تصلّب الطباع ، و قد كانت تلك الألعاب طريقة في التربية . أما النظرية القائلة بأن الطفولة يجب أن تكون مرحلة براءة آمنة فلم تكن معروفة آنذاك ،لأنها بدعة متأخرة اخترعها الأميركيون
فقد كان الناس يتوقعون فيما مضي أن تكون الحياة قاسية ، فكانت أساليب التربية ترتكز علي التدرب علي الصمود و التحمل ، فكلما اجتاز الطفل مزيداً من التجارب القاسية ، يكون أكثر استعداداً للتصدي للمخاطر التي ستواجهه في الكبر
واعترف بأن تلك التربية قد أثمرت نتائج طيبة في حالتي ، و لو كنت وفية لهذا التقليد لكنت عذبت أبنائي ، و أحفادي حاليا ،ولكنني لم أفعل ذلك لأنني رقيقة القلب
إيزابيل الليندي - رواية باولا

Monday, September 26, 2005

أيرضيك هذا ؟


و من ثم أقفرت أبو قير ،و تغير الحال رويداً ،وتقاطر المصيفون ،و انتقل إلي الاسكندرية ليهيم علي وجهه دون مبالاة ، ومرة وجد نفسه أمام جامع أبي العباس فدخل ، صلي ركعتين تحية للمسجد ثم جلس موليا وجهه نحو الجدار ، كان يعاني حزنا جليلاً و يأساً رائعاً ، و ناجي ربه همساً :
((لا يمكن أن يرضيك ما حصل لي و ما لا يحصل في كل مكان ، صغيرةو جميلة وشريرة..أيرضيك هذا ؟ و أبنائي أين هم ...أيرضيك هذا ؟! و أشعر و أنا بين الملايين بوحدة قاتلة...أيرضيك هذا ؟!!))
و أجهش في البكاء ، و لما أخذ يبتعد عن الجامع فاجأه صوت ينادي ((عم إبراهيم )) فالتفت مندهشاً بلا إرادة فرأي جباراً يتقدم منه في ظفر و تشفي فأدرك من منظره أنه مخبر فتوقف مستسلماً ، قبض الرجل علي منكبيه و هو يقول :
-أتعبتنا في البحث عنك ...الله يتعبك

و لما وجده -وهو يقوده أمامه- مستسلماً محمر العينين قال :
-تقدر تقولي ماذا دفعك إلي تلك الفعلة و أنت في هذا العمر ؟
-الله.....
ندت عنه كالتنهدة

دنيا الله-نجيب محفوظ

أليس هذا هو الجنون ؟


وكان المدير يقف بجوار الطبيب و يهتف في دهشة:
-أنت فقدت عقلك بلاشك....كيف تفعل هذا الفعل! ألم أقل لك إن ما تفكر فيه هو الجنون بعينه ؟
نعم إنه الجنون.....
وحياتنا كلها جنون
نحن نأكل الجوع ، ونشرب الظمأ ، ونحصد الندم ، ونموت جهلاء ، كما ولدنا ، لا نعرف من أين و إلي أين و كيف... ولماذا كنا...وكيف أصبحنا...أليس هذا هو الجنون ؟

(رواية الخروج من التابوت-مصطفي محمود )

هناك مقتطفات قد تعجب المرء من رواية ،قصة ، سيرة ذاتية لشخص ما

و يقال عند العرب خير الكلام ما قلّ و دلّ

و كنت أقوم بتجميع المقتطفات المفضلة في كراسات
و بما ان المدونة وسيلة أسهل لتدوين ما يعجبني من المقتطفات فسأقوم بنشرها هنا

عسي أن أجد أيضا من يشاركني في الإعجاب بها
...
وسلام بقي